ربوعيتنا

التطوير الشخصي

صحة و رياضة

أعققته قبل أن يعقك !

by - 11:47 AM

" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته "
صباحك / مساءك سعادة



" بِر الوالدين "

أكثر موضوع مر علينا سواء في الإذاعة المدرسية ، أو في كتاب القراءة ، وكان أول موضوع في مادة التعبير ، وغالباً لايخلو برنامج إجتماعي أو جلسة نقاش من نفس الموضوع .

لكن لاحظو أن جميع التعليمات والأوامر والقواعد والقوانين والتوجيهات هي للأبناء ، لاترفع صوتك على أمك ، لا ترادد أبوك ، لا تثني كلمتهم ولاتخالف أمرهم ، لالالا

لو طالعنا الموضوع من بعيد بنظرة محايدة بنلاقي إنو عملية البر هي عملية متبادلة 
٥٠٪ منها على الوالدين وهي الأولى وهي الأساس
٥٠٪ منها على الأبناء وهي ردة فعل و هي مكتسبة

🎀

كل أم و أب يشتكون من عقوق ابناءهم تأكدو إن الخلل منهم مو من ابناءهم
كيف ؟
مابقولكم كانوا عاقين بوالدينهم وبالتالي ابناءهم عقوهم كمان " لأن على هذا الافتراض يعني كل الأجداد كانوا عاقين ! و لأن ربي أعدل من إنو يجعل هالدوامة تستمر بدون نهاية "

هي سببين رئيسية متراكمة تظهر نتائجها بعد مايقسى العود بشكل أعوج ويصعب تعديله :
١ الأم و الأب ماينشؤون ابناءهم على البر من طفولتهم 
٢ معاملة الأم و الأب للابناء تجبرهم على العقوق

🎀

تعالو باتفلسف عليكم شوي وباقولكم رأيي الشخصي ..

⦁ بالنسبة للنقطة الأولى :
 لو كان فيه طفل نشأ في أسرة واعية ، الأم تقول لولدها :
 اذا جاء بابا من برا روح حبيبي بوس يده وخذ الأغراض منه .
والأب يقول لولده :
حبيبي إذا صحيت ماما من النوم قولها كيفك ماما تبغين مني حاجة ؟
والأم تقول لولدها :
 لمن تخلص أكل شيل أغراضك بعدك وغسل يدك .
والأب يقول لولده :
حبيبي ماما زعلت منك أمس لأنك رفعت صوتك عليها ، ترضى مامتك حبيبتك تزعل منك ؟ ويقعد يقنعه إنو لازم مانزعل امنا لأنها تحبنا وتتعب عشاننا ويعلمه يروح يراضيها ويتأسف منها ويعرف إنو هالشيء يزعلها فمايعيده ويميز إنو خطأ مالازم يسويه .

إذا كبر هالطفل تتوقعون بيزعق على أمه ؟ أو بيغفل يقوم يسلم على أبوه إذا جاء للبيت ويشيل عنه الأغراض ؟ أو يسأل عن حال أمه وحاجاتها كل صباح ؟ أو يتكاسل يشيل أكله بعده ؟

ماننكر إنو أغلب الأمهات تلاقينها تسمح لبنتها تناديها باسمها وترفع صوتها عليها ، وإذا انكرتي عليها تقولك ياشيخة بزر إش يفهمها ؟ يعني متى بتفهمينها إذا اتعودت ؟

وكثيييير نشوف أمهات تشيل الأكل بعد اولادها في طفولتهم تقولك صغير مايعرف وتزعل إذا كبروا وساروا زي "البهايم" ياكلون ويرمون وراهم ،وعذراً عالوصف بس جد سمعت أم توصف اولادها بالبهايم ، طيب اتعودوا يكون وراهم شخص يلم وينظف شلون تبين تعودينهم عالصعب بعد ماتعودوا عالسهل !

كثيييير مواقف بنفس الموّال ، والنتيجة بعد مايكبر الأولاد على هالعادات السيئة تبدأ الصراعات وتكبر الفجوة ، الأم تصرخ وتأمر اولادها يتغيرون ويتأدبون ويعاملونهم ببر والاولاد يشوفون هالأوامر ثقيلة وصعبة ويا الله قد إش أمي و أبوي معقدين ومضيقين علينا ويعاملوننا بقسوة .

اسوأ شيئ إذا بدأت المقارنات ، شفت ولد خالك فلان من أول مادخل أبوه فز وسلم عليه وأخذ من يده الأغراض ووو
شفتي بنت عمتك فلانه أكلت وخلصت وشالت أغراضها بعدها ، ولاسمعنا أمها تصرخ عليها شيييييلي أكلك يااااااابنت ولا سمعنا يوووووه ماما خليها بعدين 

متى يستوعبون إن هالشيء شطاره من أمهم وأبوهم مو من الأولاد نفسهم !
محد يطلع من بطن امه يعرف البر و الأدب والواجبات إش له و إش عليه ، إذا مالقنوه امه وابوه فصغره مابيعرف ، مو لازم نستنى يدخل المدرسة عشان يتعلم كيف لازم يتصرف معاهم ، لأنو حتى و إن اتعلم بتكون راحت فرصة كبيييرة من التطبع والتعوّد .


# الخلاصة : كيف ماتشكل عود ولدك وهو ليّن في طفولته بيقسى على نفس الشكل مابيتغير ، كيف ماتحب تكون علاقتكم مستقبلاً إبدأ مهّد لها من الآن .

🎀

⦁ أما النقطة الثانية :
في أوقات كثير يكون للأولاد رغبه في شيء تعاكس رغبة الأم أو الأب أو كلهم ، يبدأ الولد يدافع عن رغبته ، والوالدين يجبرونه على رغبتهم ولو مانفّذ كلامهم بيعتبرونه عاق وموعارف مصلحة نفسه !
- لاتدخل التخصص الفلاني ماله مستقبل ، مو فخم ، صعب عليك ...
- طيب أنا احب هالتخصص وخاطري فيه واستمتع بدراسته و ...
- انت ماتعرف مصلحة نفسك ، انا ابغالك الخير ، انا اكبر منك وافهم منك 
ودوامه طويييييله

في مشهد ثاني 
- اتقدم لك ولد عمتك فلان ، غني وولد ناس و ...
- بس يا أمي أنا ما ابغاه ، ماشوفه الشخص اللي اتمناه ، صحيح إنو مايعيبه شيء بس شخصيته يا أمي ماحبها و ...
- غصصصبن عنك بتاخذينه ، بتحبين شخصيته اذا عرفتيه وعشتي معه ...

وتلاقي الولد دخل التخصص اللي يبغاه ، والبنت رفضت العريس ، والثانية راحت من ورا امها قصت شعرها ، والثالثة راحت مع بنت خالتها فرح صديقتهم وهيا قايله لاأمها بنروح نذاكر ، والولد سافر مع اصحابه من ورا ابوه .. وهلمّ جرا
وكلهم انحكم عليهم بالعقوق لأنهم يبغون شكل معيّن لحياتهم

طيب ليش تضيّق عليهم وتفرض خياراتك اللي إنت تبيها وتزعل إذا عارضوك !
إن كان شيء مايضر مصلحتهم خلهم يسوونه والحياة تجارب ، لاتسير متشدد
و إن كان يضر مصلحتهم وعّيه ، ليش انتا تبغاه يسوي كذا ومايسوي كذا عشان يتخذ قراره باقتناع ، كلنا متأكدين إنو كل الأوامر المرفوضة قاعدة تصير بالدس والخش صح ولالا ؟ فالأهم الإختيار بقناعة ذاتية مو بإجبار . 

اعطِ لابنك مساحة وحريّة في قرارات حياته مهما كانت مصيريه ، كل اللي عليك إنك تشور عليه فقط ، تقوله من باب خبرتك الأصح كذا وكذا عشان كذا وكذا وتتركه يقرر هل الأسباب تهمه فعلاً وياخذ نصيحتك ؟ أو هو خاطره بهالشيء ويبغى يجرب مهما كانت خطورته ، بالنتيجة هو المستفيد أو المتضرر .

أعتقد ثلاث أرباع المشاكل بتنحل إن تخلصنا من فكرة التملّك ، إنك اخرجتهم للدنيا مايعني إنهم عبيد عندك ، مايعني إنهم موظفين لخدمتك ، ولايعني إنك تضربهم وتحرمهم وتتحكم فيهم علي كيفك بحجة إنك امه أو ابوه 

العجيب إنو البعض يضربهم ويشدد عليهم في طفولتهم ومراهقتهم ، وبكرا إذا كبر في السن وصار عاجز عن إعالة نفسه قال لاولاده ارعوني و بروني ، ويشتكي منهم إذا تكاسلوا عن رعايته أو استثقلوه ! ، تحمّل نتاج تربيتك عزيزي .

رعاية الآباء وبرهم في كبرهم هي نتيجة لحسن التربية وحسن المعاملة و رد للمعروف ، محد يتمنى يكون ثقيل على أحد حتى لو كانوا اولاده ، ولا أحد يحب احساس العالة ، كلنا نتمنى يتسابقون اولادنا لبرّنا في عجزنا ، كلنا نتمنى تكون رعايتهم لنا من طيب نفس ومن رضا وقناعة ، مو فرض واجب وهروب من تأنيب الضمير ، ولاخوف من كلام الناس ونظرتهم لنا .

🎀

أخيراً ، كم نقطة مهمة حبيت اذكرها :

"بروا آباءكم تبركم أبناءكم"
ماعتقد فيه ولد بيبرّ أبوه وهو يشوف معاملة أبوه لجده سيئة ، راح يكون نسخة من أبوه ، وحجّة الولد قوية . 

🎀

" اسألو الله الاولاد البارّين "
بعض الاولاد مايثمر فيه المعروف مع الأسف ، والعقوق موجود حتى مع التربية الحسنة ، إذا ربي ماكتب له يكون بار مهما تربّى مهما تعامل أهله معه بيكون عاق وقليل خاتمة ، اعينوهم على برّكم بالدعاء .

🎀

لاتلقون اللوم عليهم أبداً ، يا الله قد إش اكره جملة " انتو جيل فاسد " من الأمهات وكبيرات السن ، وتقعد تسرد لك الفروق بيننا وبينهم ، وسناعتهم و ضياعنا ووو
طيب مافكرتي إنو جيلنا "الفاسد بنظرك" تربيتكم ؟ وسناعتكم المزعومة نقطة تُحسب للجيل اللي ربّاكم مو لكم ، وضياعنا نقطة تحسب ضدكم .

🎀

 فيه مقوله جميلة يُقال أنها لعمر بن الخطاب -رضي الله عنه- :
لاعب ابنك سبعاً، وأدبه سبعاً، وآخه سبعاً، ثم ألق حبله على غاربه )

🎀

 يقول الإمام الغزالي : "الصبي أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرة ساذجة خالية من كل نقش وصورة، وهو قابل لكل ما نقش، ومائل إلى كل ما يمال به إليه، فإن عود الخير وعلمه نشأ عليه، وسعد في الدنيا والآخرة أبواه، وكل معلم له ومؤدب، وإن عود الشر وأهمل إهمال البهائم؛ شقي وهدك، وكان الوزر في رقبة القيم عليه والوالي له. ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: [كل مولود يولد على الفطرة، وإنما أبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه] . 

🎀

قال بعض أهل العلم: إن الله سبحانه يسأل الوالد عن ولده يوم ال قيامة، قبل أن يسأل الولد عن والده، فإنه كما أن للأب على ابنه حقاً، فللإبن على أبيه حق .

🎀

يقول الله تعالى : (قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة) ، فوصية الله للآباء بأولادهم سابقة على وصية الأولاد بآبائهم .

🎀

اذا كُنتِ أم أو كنتْ أب :
إقرأو وتثقفو في طريقة التربية و حاجات الأبناء والتعامل معهم ، لاتظلمونهم .
خلو اولادكم يشكرون الله إنكم أمهم وأبوهم من بين كل هالبشر ، لاتخلون يجي فبالهم لو مرة ياليت أبو فلان أبوي وأم فلانة أمي .
اصنعو لهم طفولة جميلة ، ذكريات جميلة ، حتى وإن اتوفيتو يذكرونكم بالخير  ، في فيلم dear zindagi قال شاروخان كلام جميل ..


🎀

إذا كُنتِ بنت أو كنتْ ابن :
برّو والديكم وإن قسوا عليكم و إن ماعرفوا يتعاملون معكم بالشكل اللي تحبون ، لعلكم أفضل منهم ، لعلكم عند ربك أعلى منهم درجة ، اغفرو زلاتهم وتغاضو عن جهلهم .





" دامت أيامكم سعيدة " 

    

You May Also Like

9 comments